الأحمق يصرُّ على حماقته حتى آخر لحظة من رئاسته ..
دونالد ترامب، يقرر رسميًّا عدم حضوره لاحتفال تنصيب جو بايدن اليوم الأربعاء ..
دونالد ترامب يكسر القانون الأمريكي، والعرف المتبع في احتفالية تنصيب الرئيس المنتخب، وتوديع الرئيس السابق ..
ترامب، بهذا التصرف الأهوج يحرم نفسه - على المستوى الشخصي - من التوديع الرسمي الذي كان يجب أن يكون، ويستبدل ذلك التوديع التكريمي بالهروب المذل الذي لا يليق برجل كان يتربع على عرش البيت الأبيض !!
ولكن لنسمي الأشياء بأسمائها، ونقول، ترامب لذاته كشخص لا يستحق التكريم والتوديع، فليس هناك منطق عقلاني يجعله جديرًا بالتوديع اللائق، وهو الذي حرّض الإرهابيين على اقتحام الكونغرس يوم ستة يناير !!
ولهذا سيدون له التاريخ الأمريكي سجلًا أسود، ويلصق بإسمه وصمة عار ستبقى علامة في جبينه لا ينساها الزمن ..
دعونا من ترامب، فقد هرب غير مأسوف عليه، ولكن ماذا نتوقع من أحداث في الأجواء الاحتفالية للتنصيب ؟؟
أنا شخصيًّا، أتوقع بأنه بالرغم من الحشد العسكري الضخم وغير المسبوق لهذه المناسبة، والذي أتفهمه ويتفهمه غيري عسكريًّا وأمنيًّا، جراء ماحدث يوم ستة يناير، ومع ذلك أتوقع بأن يكون الاحتفال كرنفالًا رائعًا ومميزًا تسوده أجواء السلام والطمأنينة، مع مراعاة أنه يمكن أن تكون هناك مظاهرات عادية سلمية كما تعود المجتمع الأمريكي، دون أي عنف أو تخريب أو مظاهر إرهابية ..
نعم هذا هو رأيي واعتقادي، ونحن لا يفصلنا عن حفل التنصيب سوى أقل من ٢٤ ساعة ..
مرحلة جديدة للديمقراطيين برئاسة بايدن، وأنا على يقين بأنها إدارة جديدة بمنهج جديد لا يتوافق ولا يتواءم مع رئاسة أوباما، فكل مرحلة لها ظروفها، وبيئتها، وحيثياتها، وتغييرات العالم من حولها ..
بعض الزملاء الإعلاميين يظهرون تخوفًا أو لنقل تحفظًا على سياسة بايدن، ويرون فيه صورة من أوباما، وهذه النظرة في اعتقادي غير صحيحة وغير واقعية ولن تحدث أبدًا..
ثم إن حكومتنا ولله الحمد له منهجها الصائب والراشد في كيفية التعامل مع جميع الرؤساء الأمريكيين بصرف النظر عن الإطار الحزبي الضيق سواء جمهوري أو ديمقراطي ..
علاقة السعودية مع أمريكا علاقة استراتيجية تاريخية ثابتة وصلبة، وذات مسار صحيح على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولهذا، نقول وداعًا لمن رحل، ومرحبًا بمن قدم، ولا فرق لدينا ولدى سياستنا الحكيمة، وفق الله ولاة أمرنا إلى كل ما يحقق مصالح الوطن والمواطن.