كعادتها دومًا بين الفينة والأخرى تضغط طهران على بغداد كلما ازداد الضغط الدولي نحوها، وكلما طوقتها نيران المحاصرين.
بأرقام فلكية يستورد العراق الغاز والوقود من طهران، وأصبح أسيرًا لها من أجل تزويد المنطقة الجنوبية بالطاقة الكهربائية، والتي تُعرف أنها طاقة متذبذبة وغير مستقرة.
وكذلك هو حال طهران المتذبذب وغير المستقر نحو بغداد إلا في حالات قبض الأموال من العراق.
يقبل العراق على أزمة تيار كهربائي حادة بعد قرار الجانب الإيراني تخفيض نسبة الغاز المصدرة إلى العراق الخاص بتزويد محطات توليد الطاقة من خمسة مليار مكعب إلى ثلاثة مليار مكعب.
إذ تُطالب إيران العراق بتسديد ما عليه من مستحقات مالية جراء شراء الغاز الإيراني بعد تأخر العراق في تسديد ما بذمته،
وهذه التهديدات هي ليست وليدة اليوم من قبل إيران، ولن تكون الأخيرة إلا أن واقع الأمر لا يتعلق بهذه المستحقات المتأخرة فقط، بل هو تحرك إيراني سريع وعاجل للضغط على حكومة الكاظمي؛ لتخفيف الخناق على الفصائل الموالية لها في العراق، وعدم تسليم أي من معتقلي هذه الفصائل إلى الجانب الأمريكي للتحقيق معه.
وكذلك تعرقل وتمنع إيران العراق من استيراد الطاقة من جميع دول جوار العراق، وبأسعار لا تُقارن بأسعارها المهولة، وتضغط على عدم تمرير صفقات من دول عدة من أجل عدم استقرار منظومة العراق الكهربائية، وهي أمور لم تعد حبيسة الغرف المظلمة.
سبعة عشر عامًا، وتربط طهران مصيرها بمصير بغداد، ويأخذ قياداتنا التبليغات كافة من البيت الإيراني، ومن يتحدث عن استقلالية القرار فهو واهم
فلا طاقة لنا في حصر سلاح إيران المنفلت في العراق، ولا نملك القدرة على رفض إملاءاتها،
وليس لنا سوى الأمر، والطاعة، والإذعان.
أما صرف المستحقات الإيرانية بالشكل العاجل حتى لو جمعناها من قوت المواطن العراقي البسيط أو أننا لن نرى النور مجددًا إلا من خلال أسلاك طهران!!!!!