أَكْرِمْ بِمَكةَ أَوْ أَنْعِمْ بِنَادِيهَا
أُمّ الْقُرَى بلَدِي بِالرُّوحِ أَفْدِيهَا
لَنْ أَنْظِمَ الشعْرَ أَوْ أشْدُو بِقَافِيَةٍ
حَتَّى أُقَلدَها دُرَّاً فَأُرضِيها
انْظُرْ إلَى النورِ فِي إِشْرَاقِ طَلْعَتِهَا
كَالتَّاجِ يَجْلُو حِرَاءً فِي أَعَالِيهَا
وَاْنُظرْ إِلى الْكَعَبةِ الشَّمَّاءِ بِهَا
الأَمْلاكُ تَغْشَى الذُّرى إِنْ فَاضَ وَادِيهَا
وَالرُّوحُ مَازَالَ طَوافا يُقدسهَا
وَاللهُ ذُو الْمُلكِ فَوْقَ الْعَرشِ يَحْمِيهَا
هَذَا هُو الْبَيْتُ حِصْنٌ فِي مَنَاكِبِهِ
عَبْرَ الْعُصُورِ تَعَالَى جَدُّ مُحصِيهَا
هَذَا هُو الْبَيْتُ مِرْكَازُ العُلُومِ وَفِي
قُـرْانِهِ عُـرْوَةٌ وُثقَى لِتَالِيهَا
هَذَا هُو الْبَيْتُ قَدْ عَزَّتْ بِجِيرَتِهِ
شُمُّ الْقُصُورِ وَأَبْرَاجٌ تُسامِيهَا
بيتٌ عَتِيقٌ بناهُ اللهُ مُذ أولٍ
فِي فَيْئِهِ الأَمْنُ لِلْمَأسَاةِ اسِيهَا
وَالْبَيْتُ فِي الشِّعْبِ لَوْ أَتْلُو مَنَاقِبَهُ
لَمْ أُبْقِ مَنْقَبَةً لِلنِّاسِ يَرْوِيهَا
فِي حِلِّهِمْ لَيْلَة القَمْرَاءِ سَامِرُهُمْ
أَو إِنْ تَرَنَّمَ فِي الرُّكْبَانِ حَادِيهَا
بَيْتُ النَّبِي شَفِيع النَّاسِ رَاحِمِهمْ
فِي خَيْرِ أُمةٍ الرَّحْمَنُ مُحْيِيِهَا
مِنْ بَابِهِ مُدْخَلٌ للِصَّادِقِينَ إِلى
جَنَّاتِ عَدْنٍ فَمَنْ ذَا لايُرجيهَا
فَادْخل مِن البابِ وَاشْرَبْ زَمْزمًا رِفدًا
مِنْ جَنَّةِ الْخُلْدِ إِذْ فَاضَتْ مَغَانِيهَا
يَامَنْ تَشَكَّي مِنَ الأَمراضِ فَاشْرَبَهُ
وَارْكُضْ لِمَنْبعِه وَاللهُ شَافِيهَا
لَاتَشْكِ غَمًّا وَلَا عُسْرًا إِلى أَحَدٍ
إلا إِلى اللهِ شَكْوَى النَّفْسِ يَقضِيهَا
وَالنَّفْسَ فَاسْلُكْ بِعِقْد الطَّائِفِين لَهَا
نَظْما وَثِيقًا وَلَا تَنْثُر لَا لِيهَا
ادِلجْ إِلى الحِجْرِ فِي الأَسْحَارِ مُنْشَرِحًا
وَاذْكُرْ مَتى تَتْلُ بالايَاتِ مُوحيهَا
قَارِبْ وَسَددْ..وَلا تُشْطِط ـ إِلى حَجَرٍ
قَبلهُ وَامْسَحْ مِنْ رُكنٍ يَمَانِيهَا
وَاخْضَعْ مَعَ الْقَلْبِ سَاعَاتٍ بِمُلتزَمٍ
بالدَّمْعِ فَاغْسِلْ خَطَايَا كُنْتَ تُخْطِيهَا
وَاجْعَلْ إِلى الْفَجْرِ إِنْ مَاقُمْتَ مُدَّكِرًا
تَتْلُو وَتَرْكَعُ رَكْعَاتٍ تُصَليهَا
خَيْرُ الْمقَامَاتِ ماقَامَ الخَلِيل بِهِ
قُمْ فِيه كي لا تَعْصِ اللهَ تَوْجِيهَا
( اللهُ أكبَرْ ) أذَانُ الفَجْرِ رَافِعُهَا
بِالحق يَدْعُو نُفُوسَ الْخَلْقِ بَارِيهَا
فِي مَهْبِطِ الْوَحْيِ مِنْ تَأثِيرهِ خَشَعَتْ
أجباَلُنَا الصُّمُّ قَدْ رَقَّ الْحَشَا فِيهَا
لِلنورِ مَكَّةُ مِشْكَاةٌ وَكَعْبَتُها
المِصْبَاحُ يُزْهِي والْقُرانُ دُرِّيهَا
تِيكُمْ مَنَارُ الْهُدَى وَالْعِلمِ مَكَّةُ مُذْ
قَامَ العِبَادُ صُفُوفًا خَلْفَ قَارِيهَا
لَوْ قِيلَ يَوْمًا لِيَ اسْتَبْدِلْ بِهَا بَلَدًا
مَا كُنْتُ أَرْضَى سِوَى الفِردَوْسِ ثَانِيهَا
يَارَب صُنْهَا مِنَ الِإرهَابِ مَابَقِيتْ
وَاحْفَظْ بَنِيهَا وبَارِك فِي ذَرَارِيهَا
—————————
استاذ مساعد في كلية اللغة العربية بجامعة ام القري