الحمد لله الذي سخر لنا من أنفسنا رجالًا هم من كل خير قريب، آتاهم الله من فضله علمًا، ومالًا، وجاهًا، وحسبًا، ونسبًا، فتوجوا ذلك كله بتاج مكارم البر والإحسان، وسخروا ما آتاهم الله من فضله في أوجه الخير المختلفة، يبتغون بذلك فضلًا من الله ورضوان.
وفي ليلة من ليالي الوفاء تجلت فيها صوره من صور مكارم الأخلاق، وصفة من صفات الجود، والكرم، والشهامة، والمروءة، وفي مجلس من مجالس الخير والأصالة الذي اجتمعت فيه وجوه أهل الخير بدعوة كريمة مباركة من رجل الأعمال سعادة الشيخ عبدالمحسن بن عمر المرزوقي، وأخيه سعادة العميد الركن الدكتور زابن بن عمر المرزوقي؛ للاحتفاء والتكريم بقدوة من قدواة الخير في العفو والصفح والتسامح سعادة الشيخ الدكتور معن بن سعدون العيفان شيخ قبيلة البوعيسى الطائية، وأخيه سعادة الدكتور يزن وأبنائهم، وصحبهم الكرام بمناسبة عفوهم، وتنازلهم لوجه الله، وبدون مقابل عن قاتل أخيهم - رحمه الله-،
وقد لبى هذه الدعوة نخبة من أهل الذكر والعلم والمشايخ، ورجال الأعمال والفكر، والثقافة والإعلام والاقتصاد، وجمع كبير من شخصيات مختلفة من وجهاء المجتمع الذين حضروا محبةً وتكريمًا للداعين، ومحبةً، وفخرًا، واعتزازاً بالمدعوين الذين ضربوا أروع أمثلة الشهامة والمروءة في العفو، والصفح لوجه الله تعالى عن قاتل أخيهم.
وتأتي هذه الدعوة الكريمة المباركة من سعادة الشيخ عبدالمحسن المرزوقي وإخوته -حفظهم الله- عرفانًا وشكرًا وتقديرًا لقبول مساعيهم مع جاهية أهل الخير في قبول الصلح، وكذلك لنشر وتعزيز ثقافة العفو، والصفح والتسامح بين المجتمع، وهي نموذج مشرف من تلك النماذج المضيئة في وطننا المملكة العربية السعودية التي تجد الدعم والمساندة من القيادة الرشيدة -حفظها الله- ممثلة في مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو سيدي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان الذين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل ترسيخ دعائم العفو والتسامح بين المجتمع السعودي، والتي تؤتي ثمارها بين الفينة والأخرى يبتغون بذلك فضلًا من الله ورضوان.
فهنيئًا لهم جميعًا تلك الخيرات،
أهل الإصلاح بين الناس هنيئًا لهم الأجر العظيم في قوله تعالى:
(لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (114)النساء
وأهل العفوا هنيئًا لهم جنةٍ عرضها السماوات والأرض،
كما قال تبارك وتعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)) آل عمران، وهنيئاً لهم الحظ العظيم في قوله عز وجل: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )(35)فصلت،
ودامت تلك النفوس، ودامت تلك الوجوه نبراسًا لمكارم الأخلاق.