قال صاحبي: لماذا يهتم الإعلام الغربي بحديث سمو الأمير محمد بن سلمان؟، ولماذا تُشكل أحاديث سموه مادة تحريرية تطغى على مقدمات نشرات الأخبار، والصفحات الأولى في الصحافة العالمية، فضلًا عمّا يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي، وتبلغ وسومه الترند المتعارف عليه بين روادها؟! ولماذا تحرص وسائل الإعلام الغربية على الظفر بلقاء أو حديث أو تصريح من قائد الرؤية السعودية؟
المتتبع للقاءات سمو ولي العهد وتصريحاته الإعلامية، يجدها تتميز بالعمق، والشمولية، والشفافية، ووضوح الرؤية والاعتماد على لغة الأرقام، والبعد عن التنظير، مما أكسبها ثقة المتلقي، وحرص وسائل الإعلام المختلفة على التقاط مضامينها المتنوعة، وصياغة عناوينها العريضة التي تهم الداخل والخارج على حدٍ سواء.
طلبت مني إحدى القنوات الإخبارية الحديث عن تصريح الأمير محمد بن سلمان، وما يحمله من دلالات ورسائله من حيث المضمون والتوقيت، فكان جوابي أنه حديث عميق في معناه، شاملًا في رسائله، مهمًا للداخل والخارج من السياسة، إلى الاقتصاد، مرورًا بالأمن بمفهومه الواسع، داعيًّا العالم لمحاربة التطرف، بالقضاء على أسبابه، مفتخرًا بشعبه الذي شبهه في لقاء سابق بجبل طويق، وما أدراك ما هذا الجبل العظيم الشامخ بهامته التي تلامس عنان السماء، وبجذوره الراسخة في الأعماق، المستعصية على عوامل التغيير.
تصريحات سمو ولي العهد كالعادة جمعت بين الحزم والعقلانية، وضعت الأمور في نصابها، تقضي على الشائعات في مهدها، تبلغ رسائل واضحة وموجهة، يفهمها السياسي، والاقتصادي، ويلتقطها الإعلامي، وفي ذات الوقت تفقد صانع ومروج الأخبار الكاذبة مصداقيته، وتعريه أمام جمهوره، بذكر الحقائق الواضحة، من قائد المرحلة، الذي يتمتع بواقعية ومصداقية وجرأة على فتح الملفات الشائكة ووضع النقاط على الحروف، دون مواربة، هدفه الإصلاح، ورؤية منطقته واحة أمن واستقرار، ومركزًا للمعرفة والصناعة والاقتصاد العالمي.
فما حققته الرؤية السعودية 2030 في زمن قياسي منذ إطلاقها في عام 2016، يأتي نتيجة طبيعة لمتابعة برامجها بشكل دقيق من لدن قائدها سمو ولي العهد، فالسكن الذي كان الحصول عليه يُشكل هاجسًا وهمًا لكل مواطن، أصبحت مدة الانتظار التي تتجاوز خمسة عشر عامًا من الماضي، ليس هذا فحسب، بل تعددت المنتجات السكنية لتلبي كافة الاحتياجات؛ حيث ارتفعت نسبة تملك السعوديين للمساكن بنسبة تصل إلى 60%.
كما أن برامج الرؤية ساهمت في إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، مما أدى إلى زيادة الناتج غير النفطي، من خلال استخدام أدوات وسياسات اقتصادية ساهمت في التغلب على تقلبات أسعار النفط والمحافظة على استقرار الاقتصاد المحلي، مما يعكس متانة الاقتصاد الوطني كما بينته الأرقام والتصنيفات الصادرة من مؤسسات اقتصادية عالمية، بل إن السياسة الحكيمة لتنمية هذا القطاع الاقتصادي والحيوي، ساهمت في المحافظة على رواتب الموظفين الحكوميين وأغلب بدلاتهم وعلاواتهم، نتيجة جائحة كورونا وارتداداتها السلبية على الاقتصاد العالمي.
ولأن الفساد أكبر معطل للتنمية؛ فقد تحدث سموه عن الاستمرار في محاربته وفق استراتيجية اللاءات الثلاثة، لا حصانة، لا تقادم لا استثناءات، وهذا الملف شاهده العالم وأصبحت السعودية مضرب المثل في مكافحة الفساد، مما دفع بها إلى مراكز متقدمة من بين دول العشرين المحاربة للفساد، فاستعادة مبلغ 247 مليار ريال تحول إلى وثيقة نجاح نفخر، ونفاخر بها على المستوى الشعبي والرسمي، ولا ننسى النموذج السعودي في التعامل مع جائحة كورونا، فقد قدمت السعودية الكثير من المبادرات الإنسانية والصحية والاقتصادية؛ للحفاظ على حياة المواطن والمقيم، ما جعل السعودية تتبوأ مركزًا متقدمًا بين الدول في إدارة هذه الأزمة بكفاءة تدرس.
ومن مطلق مسؤوليات المملكة وحرصها على دعم الأمن والاستقرار العالميين، رفض سمو الأمير محمد محاولة الربط بين الإسلام، والإرهاب، ودعا إلى نبذ خطاب الكراهية، بذريعة حرية التعبير، التي يجب أن تتوقف عن المساس بالمقدس والرموز الوطنية، فالحرية غير المنضبطة تتحول إلى فوضى، وتشجع على التطرف، والتطرف المضاد.
فالسعودية وخلال زمن قياسي عندما أطلق الأمير محمد وعده الشهير في 2017، في القضاء على هذه الظاهرة، حققت الوعد بالفعل وقضت على الفكر المتطرف الذي تغلغل في المجتمع خلال أربعة عقود، بالضربات الاستباقية، وبتجفيف منابعه، وبالمعالجة الفكرية، وتضع خبراتها تحت تصرف العالم أجمع، فهذه الآفة الخطيرة لا يمكن القضاء عليها إلا بتعاون المجتمع الدولي.
قلت لصاحبي:
إنجازات عظيمة تحققت للمجتمع السعودي، على المستوى الفردي، والجمعي، في زمن قياسي، والقادم أفضل بإذن الله، فهناك قطاعات كانت مهملة، تحولت مع رؤية السعودية إلى صناعات متطورة، وجاذبة، فالثقافة، والسياحة، ساهمتا في تحسين جودة الحياة، والتعريف بالمملكة، وتوفير وظائف لأبناء وبنات الوطن، كل ما تحقق من إنجازات قال عنها سموه:"لم تكن لتتحقق بدون إيمان وعمل المواطن السعودي الذي أصبح اليوم سبّاقًا في المبادرة والإنجاز والعمل".
لعلك عرفت كلمة السر في حب السعوديين لقائد التغير سمو الأمير محمد بن سلمان.