لقد طَال ليلي بعدَ أن كان يقْصُرُ
وأسْهَرَني خَطْبٌ، وما كنتُ أسهَرُ
وكيفَ ينامُ الليلَ مَنْ باتَ حولَهُ
مريضٌ عنِ الدنيا يغيبُ ويحضُرُ
أُراقبُ دقَّـاتِ الـجهازِ لعلَّهـا
تجودُ علىٰ سـمعي بصوتٍ يُبَشّرُ
جهازٌ يضخُّ الدَّمَ للجسمِ تارةً
تَـراهُ، وحينـاً للدمـاءِ يُكَـرِّرُ
وآخَرُ اضحىٰ للتنفس داعماً
وعند انخفاضِ الأُكْسِـجينِ يُحَذّرُ
وحولي أطبَّاءُ العنايةِ كلما
سألتُ طبيباً؛ قال: لا شيءَ يُذكرُ
وما راعني إلا وقوفٌ مُفاجِئٌ
وصوتٌ غريـبٌ بالمنيَّـةِ يُنـْذِرُ
فلما رأيتُ الموتَ لا شيءَ غيرَه
تذكرتُ ما قالَ الطبـيبُ المُخدِّرُ
لقد قال لي بالأمسِ قولاً مؤَثّراً
ومـا كنتُ -يوماً- قَبلهُ أَتـأثَّر ُ
رأيتُ الذي ما كنتُ أرجو حدوثَهُ
وأيقنتُ أنَّ الأمرَ-حقاً- مُقَـدَّرُ
فللّهِ كم من عَبرةٍ قد أرَقتُها
تفيضُ علىٰ خدٍّ غشـاهُ التوتُّرُ
بماذا أُجيبُ السائلينَ وقد أتَوا؟
فَهاهُم على طولِ الطريقِ تجمهروا!
وَهل يا تُرى..هل يعذروني،ام انهم
يقولونَ عني مُهْمِلٌ وَ مُقـصِّرُ ؟!
قضىٰ اللهُ أمراً، وانطوىٰ الليلُ مُدبِراً
وقال منـادِ الفـجرِ: اللهُ اكـبرُ
إليكَ إلٰهي يرجعُ الأمرُ كلهُ
وأنت الذي تعـفو، وللذنْبِ تغـفرُ
ألا أيها الإنسانُ إياكَ والمنىٰ
فَطولُ الأمـاني دونهـا العمرُ يقصُر ُ
وحبلُ الأماني بالمنايا معلَّقٌ
وسيفُ الردىٰ في الحالِ للحبلِ يبتُرُ
ومهما يطولُ العمرُ؛ فالموتُ قادمٌ
ومـا بعـده -لا شكَّ- أدهـىٰ وأخطـرُ
التعليقات 1
1 ping
محمد السواط
02/10/2020 في 8:53 م[3] رابط التعليق
كانت هذه القصيدة بلسما شافيا بعد الله عز وحل لي حيث جادت بها قريحة الشاعر بعد ثلاثة أيام من وفاة والدتي رحمها الله حيث كانت ترقد بالعناية المركزة بمستشفى الملك فيصل بالطائف
وهذه القصيدة وإن لم تكن بمناسبة وفاة الوالدة رحمها الله إلا أنها تحكي الشعور وتلامس المشاعر
فجزى الله أبا منصور خير الجزاء ورحم الله والدتي ووالدته وأموات المسلمين